[محمد العوضي]

علاج التحجر بعد شفط الدهون: الأسباب، الأعراض، وطرق العلاج
مقدمة
يُعد شفط الدهون من العمليات التجميلية الشائعة التي تهدف إلى إزالة الدهون الزائدة ونحت الجسم، إلا أن بعض المرضى يعانون من مضاعفات بعد العملية، ومن أكثرها شيوعًا التحجر والتورم. يحدث التحجر نتيجة لتراكم السوائل تحت الجلد أو تصلب الأنسجة في المناطق المعالجة، مما يسبب انزعاجًا للمريض ويؤثر على نتائج العملية.
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أسباب التحجر بعد شفط الدهون، الأعراض المصاحبة له، وطرق العلاج الفعالة التي تساعد في تسريع الشفاء وتحقيق أفضل النتائج.

---

أولًا: أسباب التحجر بعد شفط الدهون
توجد عدة أسباب تؤدي إلى ظهور التحجر بعد شفط الدهون، ومنها:

1. تراكم السوائل تحت الجلد
   • بعد العملية، قد تتجمع السوائل بين الأنسجة، مما يؤدي إلى الشعور بالتصلب أو التحجر في المناطق المعالجة.
     
2. التليف الناتج عن الشفاء
   • أثناء عملية التعافي، يبدأ الجسم في تكوين أنسجة ليفية جديدة، مما قد يؤدي إلى شعور بالتحجر أو التصلب.
     
3. الالتهاب الموضعي
   • التورم والالتهاب الطبيعي بعد الجراحة قد يؤديان إلى تصلب الأنسجة، مما يزيد من الإحساس بالتحجر.
     
4. عدم تصريف السوائل بشكل صحيح
   • في بعض الحالات، قد لا يتمكن الجسم من التخلص من السوائل المتراكمة بسرعة كافية، مما يؤدي إلى تصلب الأنسجة.
     
5. عدم ارتداء المشد الطبي بشكل صحيح
   • المشد الطبي يساعد في تصريف السوائل وتقليل التورم، وعدم استخدامه بشكل مناسب قد يزيد من احتمالية حدوث التحجر.
     

---

ثانيًا: الأعراض المصاحبة للتحجر بعد شفط الدهون
يمكن أن يختلف مستوى التحجر من شخص لآخر، وتشمل الأعراض الشائعة:

• الشعور بصلابة أو تيبس في الجلد في المناطق التي تم شفط الدهون منها.
  
• وجود كتل أو نتوءات تحت الجلد قد تكون مؤلمة عند لمسها.
  
• تورم مستمر في المنطقة المعالجة على الرغم من مرور عدة أسابيع على العملية.
  
• انخفاض مرونة الجلد وصعوبة تحريك الجلد بحرية.
  

عادةً ما تبدأ هذه الأعراض بالظهور خلال الأسبوع الأول بعد الجراحة وتتحسن تدريجيًا مع مرور الوقت.

---

ثالثًا: طرق علاج التحجر بعد شفط الدهون
لحسن الحظ، هناك العديد من الطرق التي يمكن اتباعها لتخفيف التحجر وتحسين مظهر الجلد بعد العملية.
1. التدليك الليمفاوي (المساج الليمفاوي)

• يُعد التدليك الليمفاوي من أكثر الطرق فعالية لتصريف السوائل وتقليل التحجر.
  
• يساعد في تحفيز الجهاز الليمفاوي لتصريف السوائل المحتبسة والتخلص من التورم.
  
• يوصى بإجراء التدليك على يد مختص في المساج العلاجي بعد الجراحة بأيام قليلة.
  

2. استخدام المشد الطبي (الضاغط)

• ارتداء المشد الطبي بعد العملية يساعد في تقليل التورم وتوزيع السوائل بشكل متساوٍ.
  
• يجب ارتداء المشد وفقًا لتعليمات الطبيب لمدة 4-6 أسابيع على الأقل للحصول على أفضل النتائج.
  

3. العلاج بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound Therapy)

• يساعد العلاج بالموجات فوق الصوتية على تليين الأنسجة وتقليل التورم والتحجر.
  
• يعمل عن طريق تحفيز الدورة الدموية وتحسين مرونة الجلد.
  

4. تقنيات العلاج بالحرارة

• يمكن استخدام الكمادات الدافئة على المناطق المتحجرة لتعزيز تدفق الدم والمساعدة في تقليل التصلب.
  
• يُفضل استشارة الطبيب قبل استخدام الحرارة للتأكد من أنها آمنة لحالتك.
  

5. شرب كميات كافية من الماء

• يساعد شرب الماء في تقليل احتباس السوائل وتحسين عملية تصريف السوائل الليمفاوية.
  
• يُوصى بتناول ما لا يقل عن 2-3 لترات من الماء يوميًا لتعزيز التعافي.
  

6. ممارسة التمارين الخفيفة

• تساعد التمارين الخفيفة، مثل المشي، في تحسين الدورة الدموية وتقليل التورم.
  
• يجب تجنب التمارين العنيفة خلال الأسابيع الأولى بعد الجراحة.
  

7. اتباع نظام غذائي صحي

• تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات والفيتامينات يساعد في تعزيز التئام الأنسجة وتقليل الالتهابات.
  
• يُفضل تجنب الأطعمة المالحة والدهنية التي قد تزيد من احتباس السوائل.
  

8. العلاج الطبي في الحالات الشديدة

• في بعض الحالات النادرة، قد يحتاج المريض إلى شفط السوائل المتراكمة بواسطة الطبيب.
  
• يمكن استخدام حقن الكورتيزون لعلاج التليفات الشديدة بعد استشارة الطبيب.
  

---

رابعًا: متى يجب استشارة الطبيب؟
عادةً ما يتحسن التحجر بمرور الوقت مع العلاجات المنزلية، ولكن في بعض الحالات، قد يكون من الضروري مراجعة الطبيب، خاصة إذا ظهرت الأعراض التالية:

• تحجر شديد ومؤلم لا يتحسن بمرور الأسابيع.
  
• ظهور احمرار شديد أو سخونة في الجلد، مما قد يشير إلى وجود التهاب.
  
• زيادة التورم بشكل مفاجئ بعد أن بدأ في التحسن.
  
• خروج إفرازات غير طبيعية من أماكن الجراحة.
  

---

خامسًا: مدة التعافي من التحجر بعد شفط الدهون

• يستمر التحجر عادةً من 3 إلى 6 أشهر حسب طبيعة الجسم ومدى التورم.
  
• تتحسن معظم الحالات بشكل تدريجي مع اتباع الرعاية المناسبة والعلاجات الموصى بها.
  
• تظهر النتائج النهائية للعملية عادة بعد 6 أشهر إلى سنة عندما يزول التحجر والتورم تمامًا.
  

---

خاتمة
التحجر بعد شفط الدهون هو جزء طبيعي من عملية التعافي، ولكنه قد يكون مزعجًا لبعض المرضى. من خلال اتباع العلاجات المناسبة مثل التدليك الليمفاوي، ارتداء المشد الطبي، وشرب الماء بكميات كافية، يمكن تقليل التحجر وتسريع التعافي. من المهم الالتزام بتعليمات الطبيب ومراجعة المختص في حالة ظهور أي أعراض غير طبيعية لضمان أفضل النتائج بعد العملية.

اقرا المزيد
إزالة الشعر بالليزر
كيف تختار جراح تجميل الأنف المثالي؟