[سلمي حسن الصاوي]

تُعدّ عملية زراعة القرنية (أو ما يُعرف بتطعيم القرنية) إحدى أهم العمليات الجراحية التي تهدف إلى استعادة الرؤية للأشخاص الذين يعانون من أمراض أو تلف في القرنية. القرنية هي الطبقة الخارجية الشفافة للعين التي تلعب دورًا محوريًا في تركيز الضوء على الشبكية، مما يُمكّن الشخص من الرؤية بوضوح. عندما تُصاب القرنية بالتلف نتيجة لمرض أو إصابة، قد تكون زراعتها هي الخيار الأفضل لتحسين الرؤية واستعادة جودة الحياة.

ما هي زراعة القرنية؟

عملية زراعة القرنية هي جراحة يتم فيها استبدال القرنية التالفة أو المعتلة بقرنية سليمة من متبرع. تتنوع الحالات التي قد تتطلب زراعة القرنية، مثل:

• القرنية المخروطية: وهو مرض يؤدي إلى ترقق القرنية وتحدبها بشكل غير طبيعي، مما يؤثر سلبًا على الرؤية.
  
• التهابات القرنية: مثل الالتهابات الفيروسية أو البكتيرية التي تؤدي إلى تدمير أنسجة القرنية.
  
• الندوب الناتجة عن الإصابات: مثل الحروق أو الجروح التي تؤدي إلى تندب القرنية وفقدان شفافيتها.
  
• التقرحات القرنية: التي يمكن أن تتسبب في تدهور شديد للرؤية.
  

أنواع زراعة القرنية

هناك عدة أنواع من عمليات زراعة القرنية تعتمد على حالة المريض ونوع التلف في القرنية. ومن هذه الأنواع:

• زراعة القرنية الكاملة (Penetrating Keratoplasty): وهي الأكثر شيوعًا، حيث يتم استبدال القرنية بالكامل بطبقاتها الخمس.
  
• زراعة القرنية الطبقية (Lamellar Keratoplasty): يتم فيها استبدال جزء من القرنية التالفة فقط، مما يحافظ على الأنسجة السليمة الأخرى.
  
• زراعة القرنية الداخلية (Endothelial Keratoplasty): تستهدف استبدال الطبقة الداخلية للقرنية فقط، وغالبًا ما تُستخدم في حالات فشل وظائف الطبقة الداخلية.
  

كيف تتم العملية؟

يجرى دكتور عبدالرحمن شمس عملية زراعة القرنية تحت تأثير التخدير الموضعي أو العام، حسب حالة المريض. يبدأ الجراح بإزالة الجزء التالف من القرنية باستخدام أدوات دقيقة، ثم يقوم بزرع القرنية الجديدة وتثبيتها باستخدام غرز دقيقة. تستغرق العملية عادة حوالي ساعة إلى ساعتين، وبعدها يتم تغطية العين بضمادة لحمايتها.

مراحل التعافي بعد زراعة القرنية

بعد الجراحة، يحتاج المريض إلى فترة زمنية للتعافي، حيث يبدأ البصر في التحسن تدريجيًا. ومن المهم اتباع تعليمات الطبيب بدقة خلال هذه الفترة، مثل استخدام القطرات المضادة للالتهابات والمضادات الحيوية للحماية من العدوى. قد تستغرق فترة التعافي الكاملة عدة أشهر، حيث يحتاج المريض إلى مراقبة مستمرة للتأكد من أن الجسم لا يرفض القرنية المزروعة.

المخاطر والمضاعفات المحتملة

رغم أن عملية زراعة القرنية تُعتبر آمنة وفعالة، إلا أن هناك بعض المخاطر المحتملة التي قد تواجه المريض، منها:

• رفض الجسم للقرنية المزروعة: وهو أكثر المضاعفات شيوعًا. يحدث عندما يتعرف الجهاز المناعي على القرنية المزروعة كجسم غريب ويهاجمها.
  
• العدوى: قد تحدث التهابات بعد العملية إذا لم يتم اتباع إجراءات العناية بالعين بشكل صحيح.
  
• التورم والندوب: قد يتسبب التورم أو تكون الندوب في تأخير التعافي أو التأثير على جودة الرؤية.
  

مميزات زراعة القرنية

تُعد زراعة القرنية واحدة من أنجح عمليات زراعة الأنسجة، حيث تحقق معدلات نجاح عالية في استعادة الرؤية. من أهم مميزاتها:

• تحسين واضح في القدرة على الرؤية، خاصة في حالات تلف القرنية الشديد.
  
• استعادة الشفافية الطبيعية للقرنية، مما يسمح بمرور الضوء بشكل أفضل إلى الشبكية.
  
• إمكانية العودة إلى ممارسة الأنشطة اليومية بعد التعافي، مما يُحسن من جودة حياة المريض.
  

تعد عملية زراعة القرنية حلاً فعالاً لمن يعانون من مشكلات بصرية نتيجة تلف أو مرض في القرنية. بفضل التقدم في التقنيات الجراحية، أصبحت هذه العملية آمنة وفعالة بشكل كبير، مما يُمكّن المرضى من استعادة الرؤية بشكل طبيعي. ومع توفر العناية الطبية المتقدمة والخبرة الجراحية، يمكن للمرضى التمتع بنتائج مبهرة بعد عملية زراعة القرنية.

هنا ننصح بالتعامل مع دكتور عبدالرحمن شمس اكبر دكتور عيون فى مصر في علاج جفاف العين والمياه البيضاء و تصحيح الابصار والافضل في عمليات الليزك وزرع العدسات وافضل دكتور لعلاج القرنية المخروطية في مصر.